يعدّ مخبر الممارسات اللغوية في المجتمع الجزائري إطلالة واقعية على الواقع اللغوي في الجزائر؛ هذا الواقع الذي يعرف تداخلاً وأنماطاً لغوية متباينة أحياناً، ومتكاملة في بعض الأحيان. ومن هنا فإنّ المخبر كفيل برصد مختلف الاستعمالات اللغوية التي يعرفها المجتمع الجزائري لما له من قوة الاستعمال التي لا حدود لها.
ويعمل المخبر على رصد وجمع مختلف الاستعمالات اللغوية متّخذاً منهجية علمية مستخلصة من دراسات نظرية أجريت على مجتمعات عرفت نفس الظاهرة اللغوية فالمخبر لا يعمل على التحديد من تلك الاستعمالات التي تعرفها المجتمعات، بل يحاول إيجاد العلاقات التكاملية ويدرسها ثمّ يقدم لها تنظيراً علمياً من خلال الدراسات العلمية الجادة في ميدان تعليميات اللغات.
إنّ المخبر فضاء علمي ووطني يستهدف مختلف الاستعمالات اللغوية لفئات المجتمع الجزائري ويركز على تلك الظواهر الانسجامية التي تعمل على توحيد لغة الوطن، وإنّ لا يعمل على إيجاد أو تثوير حرب اللغات.
يعمل المخبر على توصيف مختلف الظواهر اللغوية التي يعرفها الحراك اللغوي في المجتمع الجزائري؛ بناءً على توطين المعرفة العلمية التي لا تكون إلاّ بلغة الوطن وأنّ مجتمع المعرفة لا يكون ولا يستقيم أمره إلاّ بلغة الوطن.
يعمل المخبر بناءً على قانونه الداخلي على دراسة اللغات التي يستعملها المجتمع الجزائري في مختلف تكلّماته، وينزل كلّ لغة من اللغات حسب وظيفتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، ومن هنا يضع سلّماً تصاعدياً للغات، وسلماً تنازلياً في البعد الوطني والعلمي والثقافي.
ينزّل المخبر اللغة الرسمية مكانتها الدستورية؛ باعتبارها لغة الجزائريين عامة، وهي لغة الانسجام الطبيعي والعفوي ولغة التفاهم الحضاري. كما يجعل من المازيغية السند الأساس للعربية في بعدها الوطني والثقافي الذي ساهم فيه المازيغيون بقسط كبير في إرساء دعائم العربية وتطويرها عبر مختلف التطوّرات التي عرفتها. فالمجتمع الجزائري هو الذي عمل على إنزالها المكانة العليا على المازيغية، بل عمل على احترامها لقداسة ما تحمله من مضمون ديني.
إنّ المخبر يستهدف الكشف عن مختلف التكامل اللغوي بين العربية كلغة علمية حضارية ثقافية والمازيغية كلغة تراث أجداد، يجب المحافظة عليها، والعمل على تطويرها وتحيينها بما تقدمها الدراسات المعاصرة في باب إحياء اللغات الوطنية، وكذا بالاستناد إلى آليات التجارب الناجحة التي عرفتها مختلف اللغات الوطنية في العالم المتقدم.
يعمل المخبر على أن ينزل اللغات الأجنبية لغات أجنبية فقط، على أنّها لغات نستفيد منها، لا نعمل على أن نطوّرها، بل هي لغات التفتح ولغات العلم، ومن الضروري أن تنزل حيث يجب أن نزل اللغات الأجنبية، فيعمل المخبر على إزالة الهيمنة اللغوية التي يعرفها المجتمع الجزائري من خلال رصيد اللغة الفرنسية التي تنال مساحات شاسعة من الاستعمال. فالمخبر يأخذ بالتعددية اللغوية في مجال اللغات الأجنبية، على أن يكون الانفتاح على مختلف اللغات، ويعمل على مدّ المثقف الجزائري بآليات الخروج من شرنقة الفرنسية.
إنّ المخبر يقدم ما وسعه الجهد من مجال الممارسات اللغوية في المجتمع الجزائري من خلال الآليات العلمية التي يعمل على تقديمها للقراء ولأعضاء المخبر، ويروم أن تتوسّع مجالاته في لاحق من الزمان.
يهيب المخبر بكل من يوجه له نقداً تحسينياً، وينوّه بدور الأعضاء في خدمة قضايا الوحدة الوطنية التي لا تكون إلاّ بالوحدة اللغوية، وهذا هدف المخبر ونظرته المستقبلية.
يعمل المخبر جاهداً وفي كل آن وأوان على أن تكون الممارسات اللغوية في المجتمع الجزائري من أزاهير التفتح على مختلف الاستعمالات التي تعمل على الانسجام الجمعي والمجتمعي.
ندعو كافة الشركاء للتعاون معنا في:
ـ إمدادنا بمقالات تخصّ توجّهات المخبر؛
ـ المساهمة في فعاليات المخبر التي تتعلّق بإقامة الأيام الدراسية والملتقيات؛
ـ توجيه نقود تحسينية تعمل على التطوير؛
ـ تقديم مشاريع مستقبلية في اختصاص المخبر؛
ـ التنويه بكلّ من يقدم إسهاماً يعمل على التغيير.
مرحباً بكم في نافذة المخبر، وكونوا أكثر عدداً.